رندة نبيل رفعت
في خطوة تؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية بين موسكو والعالم العربي، استقبل ميخائيل بوجدانوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الشرق الأوسط والدول الإفريقية ونائب وزير الخارجية الروسي، السيد وليد حامد شلتاغ، ممثل جامعة الدول العربية في موسكو، في لقاء رسمي هدفه تعزيز مسارات التعاون المشترك ودفع الشراكة نحو آفاق أرحب.
ووفقًا لما أعلنته وزارة الخارجية الروسية، فقد تناول الجانبان خلال اللقاء القضايا الراهنة المتعلقة بتعزيز الحوار السياسي بين روسيا وجامعة الدول العربية، في ضوء التحضيرات الجارية لعقد القمة الروسية – العربية الأولى، والمقرر انعقادها في 15 أكتوبر 2025 في العاصمة الروسية موسكو.
وتعد هذه القمة محطة فارقة في مسار العلاقات الروسية – العربية، بما تحمله من طموحات لبناء نظام دولي أكثر توازنًا وشمولية.
وأكد الجانب الروسي، خلال اللقاء، التزامه الراسخ بتعزيز أواصر الشراكة مع الدول العربية، وحرصه على تطوير آليات التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، بما ينسجم مع المصالح المشتركة ويواكب المتغيرات الإقليمية والدولية.
وفي إطار النقاش حول مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، أولى اللقاء اهتمامًا خاصًا بالتطورات الجارية في قطاع غزة، وسوريا، والسودان، وليبيا.
وعبرت موسكو عن تقديرها العميق والمبدئي لمواقف الدول العربية التي تم التعبير عنها في البيان الختامي للقمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية، والتي انعقدت في بغداد في 17 مايو الجاري.
واعتبرت الخارجية الروسية أن هذا البيان يعكس نضجًا سياسيًا عربيًا وحرصًا على استقرار المنطقة، وهو ما يتقاطع مع مواقف روسيا الداعية إلى احترام السيادة، والحلول السلمية، ورفض التدخلات الخارجية.
ويأتي هذا اللقاء في سياق ما تبذله روسيا من جهود دبلوماسية حثيثة لترسيخ مكانتها كطرف فاعل في ملفات المنطقة، حيث تؤمن موسكو بأهمية الحوار المتعدد الأطراف، وتدعم بقوة نهج التعاون بين الحضارات والثقافات.
وتُعد القمة المرتقبة في أكتوبر تتويجًا لعقود من التفاعل الروسي – العربي، وتجسيدًا لرؤية الرئيس فلاديمير بوتين لعلاقات دولية قائمة على الاحترام المتبادل، والتوازن، والتنمية المستدامة.