في قمة خليجية أمريكية تاريخية بالرياض: السعودية تؤكد ريادتها في قيادة الحوار الإقليمي وتعزيز الأمن والاستقرار

في قمة خليجية أمريكية تاريخية بالرياض: السعودية تؤكد ريادتها في قيادة الحوار الإقليمي وتعزيز الأمن والاستقرار

القاهرة – رندة نبيل رفعت
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبقيادة مشتركة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وفخامة الرئيس دونالد جي. ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، عُقدت في العاصمة السعودية الرياض، أعمال القمة الخليجية الأمريكية، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وجاءت هذه القمة في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة والعالم، لتؤكد مجددًا دور المملكة العربية السعودية المحوري في قيادة العمل الجماعي وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية، انطلاقًا من رؤية خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – وسعيه الدائم لتعزيز الأمن والاستقرار وبناء شراكات استراتيجية مستدامة.

واستُهلت أعمال القمة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، أعقبها التقاط الصور التذكارية للقادة المشاركين، ثم ألقى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كلمة افتتاحية عبّر فيها عن ترحيب المملكة الحار بضيوفها الكرام، ناقلًا تحيات خادم الحرمين الشريفين وتمنياته بنجاح أعمال القمة.

وفي كلمته، شدّد سموه على عمق العلاقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تمثل نموذجًا عالميًا في التعاون المشترك. كما أكد أن القمة تعكس الحرص على تطوير هذه الشراكة لتواكب التطلعات التنموية والأمنية لشعوب المنطقة.

وأبرز سمو ولي العهد حجم التبادل التجاري بين الجانبين، الذي بلغ نحو 120 مليار دولار في عام 2024، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وفتح آفاق جديدة للاستثمار في ظل بيئة عالمية تتطلب شراكات متينة وفعالة.

وفي سياق الحديث عن القضايا الإقليمية والدولية، أكّد سموه أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، تواصل التزامها بدعم الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة، وتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية، بما يكفل الأمن والسلام لشعوب المنطقة.

كما جدد دعم المملكة لحل سياسي شامل في اليمن، وجهودها لوقف الأزمة في السودان عبر منبر جدة، إلى جانب تأكيدها على سيادة الجمهورية العربية السورية، مشيدة بقرار فخامة الرئيس ترمب بإزالة العقوبات عن سوريا، ما يمثل خطوة إنسانية ودبلوماسية رفيعة.

وعلى صعيد العلاقات الدولية، رحّبت المملكة باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، كما أكدت استعدادها لمواصلة جهود الوساطة للوصول إلى حل سلمي للأزمة الأوكرانية، مثمنةً اهتمام الرئيس ترمب بهذا الملف الحيوي.

وقد جاءت كلمات ولي العهد بمثابة تأكيد جديد على المكانة الاستثنائية التي باتت تتبوؤها المملكة العربية السعودية، كلاعب إقليمي مؤثر وصانع للسلام، وراعية للحوار البنّاء بين الشعوب والدول.

وفي ختام كلمته، عبّر سموه عن تطلع المملكة لأن تُسهم هذه القمة في تحقيق أهدافها المشتركة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا، مجددًا التزام القيادة السعودية بالعمل الجاد من أجل رفعة المنطقة وتعزيز النمو والرخاء لشعوبها.

السعودية تثبت مرة أخرى، عبر دبلوماسيتها الحكيمة ورؤيتها الواضحة، أنها حجر الزاوية في أمن الخليج والمنطقة، ورافعة أساسية للاستقرار العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: