رندة نبيل رفعت
كشفت شبكة “CNN” الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ناقشت مؤخرًا مع مسؤولين ليبيين إمكانية إرسال مهاجرين ذوي سوابق جنائية من الولايات المتحدة إلى ليبيا، في إطار جهود الإدارة السابقة لإعادة تفعيل سياسات الهجرة المتشددة.
وبحسب التقرير، فقد عقد مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأمريكية اجتماعات هذا الأسبوع مع نظرائهم الليبيين لبحث مقترح إنشاء ما يُعرف بـ”اتفاقية الدولة الثالثة الآمنة”، وهي اتفاقية تتيح للولايات المتحدة نقل طالبي اللجوء الذين يتم ضبطهم على حدودها الجنوبية إلى دولة ثالثة – في هذه الحالة، ليبيا.
ويُعتقد أن الإدارة الأمريكية السابقة ترى في هذا الإجراء وسيلة لتقليل عدد طالبي اللجوء، عبر إرسالهم إلى دول لا تشكل بالضرورة الوجهة الأصلية لهم. ولم يتضح بعد ما هي الجنسيات التي قد يشملها هذا الإجراء، في حال تم إبرام الاتفاق.
كما أشار التقرير إلى أن إدارة ترامب تدرس استخدام أدوات ضغط دبلوماسية في المحادثات، من بينها إعادة فرض حظر السفر على عدد من الدول، وهو الإجراء الذي كان قد شمل ليبيا في الولاية الأولى للرئيس السابق.
وتأتي هذه التحركات في وقت يسود فيه الجدل مجددًا داخل الأوساط السياسية الأمريكية حول سياسات الهجرة واللجوء، خاصة في ظل الاستعدادات للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي من المتوقع أن تكون قضايا الهجرة محورًا رئيسيًا فيها.
ردود فعل ومخاوف حقوقية:
وقد أثار المقترح المحتمل انتقادات من جهات حقوقية، نظرًا للوضع الأمني غير المستقر في ليبيا، والتحذيرات المتكررة من منظمات دولية بشأن معاملة المهاجرين في مراكز الاحتجاز الليبية، والتي وصفتها تقارير أممية بأنها “غير إنسانية”.
حتى الآن، لم تعلن إدارة ترامب رسميًا عن هذا المقترح، لكن المصادر تشير إلى أن المشاورات لا تزال في مراحلها التمهيدية، مع وجود رغبة واضحة في الدفع باتجاه اتفاق رسمي في حال توافرت الظروف الدبلوماسية والسياسية الملائمة.
