القاهرة – رندة نبيل رفعت
نعى السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم، البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان ورئيس الكنيسة الكاثوليكية، الذي وافته المنية صباح اليوم، واصفاً إياه بأنه “كان صوتاً فريداً للضمير الإنساني في عصرٍ تخلى فيه الكثيرون عن القيم الإنسانية”.

جاء ذلك في بيانٍ رسمي أصدرته الأمانة العامة للجامعة العربية، أكدت فيه أن البابا الراحل كان “رمزاً عالمياً للشجاعة الأخلاقية”، حيث انحاز طوال مسيرته لقيم السلام والتعايش الإنساني، وسخّط بمواقفه مساراً يُذكّر بسماحة الأديان ودورها في بناء الجسور بين الشعوب.
استذكر البيان بشكلٍ خاص عظة البابا الأخيرة بمناسبة عيد الفصح (20 أبريل 2025)، والتي خصّصها للحديث عن “المأساة الإنسانية المُهينة” في غزة، حيث دعا إلى “وقف إطلاق النار الفوري، وإنقاذ شعب يتضوّر جوعاً ويحلم بمستقبلٍ يلمس طعم السلام”.
كما أشاد البيان بمواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، والتي وُصفت بأنها “بوصلة أخلاقية تُشير إلى الحق”، لافتاً إلى تواصله اليومي مع أهالي غزة طوال أشهر العدوان الإسرائيلي عبر مئات الاتصالات المباشرة، والتي عبّرت عن “تضامنٍ نادر مع المعاناة الإنسانية بغض النظر عن الدين أو الهوية”.
أكد البيان أن البابا فرنسيس ظلّ حتى آخر لحظات حياته “نداءً صادقاً لإدانة الانتهاكات الإسرائيلية”، مشيراً إلى أنه اختار الانحياز لقيم العدل التي تدعو إليها الأديان السماوية، دون أن تؤثر فيه “حملات التشويه المُمنهجة” التي شنّتها إسرائيل وحلفاؤها ضد كل صوتٍ ينتقد سياساتها.
كما سلّط الضوء على دفاعه العالمي عن حقوق اللاجئين، بمن فيهم ضحايا الحروب والاضطهاد من مختلف الخلفيات الدينية، واصفاً مواقفه بأنها “ألهمت الملايين لتبني خطابٍ إنساني عابرٍ للحدود”.
اختتم البيان بالتأكيد على أن إرث البابا فرنسيس سيبقى “منارةً تُضيء درب الحوار بين الحضارات”، داعياً القادة الدينيين والسياسيين حول العالم إلى “الاقتداء بشجاعته في قول كلمة الحق، حتى عندما تكون الكثرة صامتة”.