نداء جزائري في مجلس الأمن: إسرائيل تتحمل مسؤولية تحويل غزة إلى ساحة دموية وإغلاق المعابر يعمّق الكارثة الإنسانية

نداء جزائري في مجلس الأمن: إسرائيل تتحمل مسؤولية تحويل غزة إلى ساحة دموية وإغلاق المعابر يعمّق الكارثة الإنسانية


القاهرة – رندة نبيل رفعت

في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، حمّل مندوب الجزائر، السفير عمار بن جامع، إسرائيل مسؤولية تحوُّل قطاع غزة إلى “أكبر نزاع دموي” ضد المدنيين ومقدمي المساعدات الإنسانية، بعد استشهاد أكثر من 400 عامل إغاثة خلال الأشهر الماضية. وجاءت تصريحاته خلال مناقشة الوضع في غزة، التي طلبت الجزائر عقدها بسبب التصعيد الإسرائيلي الممتد، والذي وصفه بـ”العقاب الجماعي” المتعمَّد ضد الفلسطينيين .


أكّد بن جامع أن القوات الإسرائيلية نفّذت سياسة ممنهجة لـ”التجويع” عبر إغلاق المعابر الحدودية، ومنع دخول الإمدادات الطبية والغذائية، ما حوّل غزة إلى ساحة لـ”انتهاك الكرامة الإنسانية”.

وأشار إلى أن إسرائيل صادرت 46 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية خلال العام الماضي، مما يُعزّز سياسة التوسع الاستيطاني غير القانوني. كما أدان استهداف المدنيين، ودعا إلى “وقف فوري” للقتل العشوائي، معتبرًا أن إسرائيل تتجاهل قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي .


بدوره، حذّر منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، توم فليتشر، من أن أسوأ التوقعات قد تحققت مع استئناف الغارات الجوية الإسرائيلية، والتي خلّفت مئات القتلى خلال ساعات.

وأكّد أن 2.1 مليون فلسطيني في غزة يعانون من انقطاع الإمدادات المنقذة للحياة منذ مارس/آذار، مع فساد الأغذية وانتهاء صلاحية الأدوية بسبب الحصار.

وأضاف: “نحن نُرشّد المياه والمواد الأساسية، لكننا لا نستطيع الاستمرار دون فتح المعابر” .


من جانبها، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية عن أرقام صادمة: أكثر من 1,300 شهيد منذ مارس/آذار، 70% منهم أطفال ونساء، بينما تجاوزت إشغالات المستشفيات 120% من طاقتها.

وأوضح مدير وحدة المعلومات الصحية، زاهر الوحيدي، أن الإصابات تشمل حروقًا من الدرجة الثالثة وإصابات بالحبل الشوكي، مع وجود 13,000 مريض عاجزين عن السفر للعلاج. ودعا إلى فتح المعابر فورًا لإنقاذ القطاع الصحي المتهالك .


في المقابل، اتهمت السفيرة الأمريكية دوروثي شيا حركة حماس بالمسؤولية عن استئناف العنف، مؤكدة دعم واشنطن لـ”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

بينما دانت فرنسا الغارات الإسرائيلية، ودعت إلى إعادة فتح المعابر واحترام وقف إطلاق النار.

من جهته، أيد المندوب الروسي مطالب الجزائر بتحقيق وقف فوري للعدوان، معتبرًا أن الوضع في غزة “يتطلب تدخلًا عاجلًا” .


اختتمت الجلسة بتأكيد الجزائر على ضرورة عقد مؤتمرات دولية لإعادة إعمار غزة، وربط ذلك بحلّ الدولتين.

وفي سياق متصل، أعلنت فرنسا والمملكة العربية السعودية عن استضافة مؤتمر في نيويورك (يونيو 2025) لتنفيذ الحل السياسي، بينما حذّرت الأمم المتحدة من أن نقص التمويل (4% فقط من المطلوب) قد يُنهي عمليات الإغاثة قريبًا .

هكذا تتصاعد الأصوات الدولية لإيقاف النزيف الإنساني في غزة، لكن الواقع على الأرض يُظهر أن المدنيين يدفعون الثمن الأكبر في غياب إرادة سياسية فاعلة لإنهاء الاحتلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: