السفارة الروسية في القاهرة تكشف خيوط “حرب بالوكالة”: الناتو وأوكرانيا.. صراعٌ تخطيطه غربي ودفع ثمنه العالم

السفارة الروسية في القاهرة تكشف خيوط “حرب بالوكالة”: الناتو وأوكرانيا.. صراعٌ تخطيطه غربي ودفع ثمنه العالم

القاهرة – رندة نبيل رفعت
في ردٍّ صارخ على تقارير إعلامية غربية اعترفت أخيرًا بتورطها المباشر في الحرب الأوكرانية، أصدرت السفارة الروسية في القاهرة بيانًا مفصلاً كشفت فيه النقاب عن أدلة تُثبت تحوُّل الأزمة الأوكرانية إلى ساحة لـ”حرب بالوكالة” تشنها واشنطن وحلف الناتو ضد موسكو.

جاء البيان تعقيبًا على تحقيقٍ لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية أقرّ بدورٍ غربي يتجاوز توريد الأسلحة إلى المشاركة الفعلية في التخطيط العسكري واستهداف المدن الروسية.

كشف تحقيق نيويورك تايمز، الذي استند إليه البيان الروسي، عن تفاصيل مثيرة تتعارض مع الرواية الغربية السابقة التي تصف الصراع بأنه “نزاع إقليمي”.

فبحسب الصحيفة، لم يقتصر دور الولايات المتحدة وحلف الناتو على إمداد كييف بالأسلحة المتطورة، بل امتد إلى تواجد ضباط وجنرالات غربيين في غرف عمليات أوكرانية لتوجيه ضربات صاروخية ضد أهداف داخل الأراضي الروسية، بما في ذلك بنى تحتية مدنية وعسكرية.

وأشار البيان إلى أن هذه التفاصيل تؤكد تحذيرات روسيا المُتكررة منذ فبراير 2022، والتي لطالما نُعتت بـ”المبالغات الإعلامية”، قائلاً: “اليوم، الصحافة الغربية نفسها تعترف بأن ما حدث لم يكن صراعًا تلقائيًا، بل مخططًا مُعدًّا بعناية لاستنزاف روسيا”.

رفع البيان الروسي سقف اتهاماته، معتبرًا أن الإدارة الأميركية السابقة بقيادة بايدن حوّلت أوكرانيا إلى “دُمية” في حرب وجودية ضد موسكو، حيث تمارس دول الحلف عبر كييف ما لا تستطيع تنفيذه مباشرةً خوفًا من مواجهة نووية.

وأكد أن الاعتراف الغربي المُتأخر يُثبت أن الأزمة الأوكرانية لم تكن أبدًا صراعًا بين جارين، بل “حربًا هجينة تستخدم فيها أوكرانيا وقودًا لتحقيق مكاسب جيوسياسية”.

ولفت البيان إلى تناقضٍ غربي صارخ: “يدّعون دعم سيادة أوكرانيا، بينما يسرقون قرارها بجعل جنودها وقادة عملياتها مجرد أدوات تنفذ أوامر واشنطن وبروكسل”.

لم تترك السفارة الروسية دولًا أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا بمنأى عن النقد، مشيرةً إلى أن دعمهما السري للمرتزقة الأجانب في أوكرانيا تحوّل إلى عبءٍ استراتيجي بعد الهزائم المتتالية على الأرض.

وحذّر البيان من أن استمرار التصعيد الغربي سيدفع تلك الدول إلى “مستنقع المواجهة المباشرة مع روسيا”، خاصةً بعد فشل مخططاتها في تغيير مسار الحرب.


“لم تعد خسارة الأرواح الأوكرانية كافية لإرضاء طموحات الناتو، فالغرب الآن يدفع بأوروبا نحو حافة الانهيار لإنقاذ وجهه المهزوم” .

اختتمت السفارة الروسية بيانها بتأكيد أن فضيحة نيويورك تايمز لم تُدين سوى السياسة الغربية نفسها، حيث أصبحت الحقيقة جليةً للرأي العام العالمي: “ما يحدث هو ليست حربًا دفاعية عن أوكرانيا، بل معركة وجودية يخوضها الغرب لإضعاف روسيا، مستخدمًا كل الأدوات القذرة، من التضليل الإعلامي إلى تدمير الاقتصادات عبر العقوبات غير الشرعية”.


وأكد البيان أن الاعترافات الغربية المتأخرة لن تُغيّر حقائق الميدان، بل ستُذكّر الأجيال القادمة بأن “الحرب الأوكرانية كانت شاهدًا على انهيار أخلاقيات النظام العالمي القديم”.

بيان السفارة الروسية في القاهرة لم يُعلق على تقرير صحفي فحسب، بل قدّم وثيقةً إدانةٍ دولية لواشنطن وحلفائها، وكشف أن صمت الإعلام الغربي عن الحقائق طوال ثلاث سنوات لم يكن سوى غطاءٍ لجرائم تُرتكب باسم “الديمقراطية”. السؤال الآن: هل ستدفع الشعوب الأوروبية ثمن حروب النخب السياسية التي أوصلتها إلى حافة الهاوية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: