رسالة من السيد راندير بينيا، مساعد وزير الخارجية الفنزويلية لشئون امريكا اللاتينية:حول ما يحدث في السلفادور: لقد علمنا التاريخ أن الصمت في وجه الفاشية تواطؤ!

رسالة من السيد راندير بينيا، مساعد وزير الخارجية الفنزويلية لشئون امريكا اللاتينية:حول ما يحدث في السلفادور: لقد علمنا التاريخ أن الصمت في وجه الفاشية تواطؤ!

القاهرة – رندة نبيل رفعت

إن ما يحدث في السلفادور، بالتواطؤ مع الولايات المتحدة والمعارضة الفنزويلية الخاضعة والفاشية، هو مثال صارخ على عودة الممارسات اللاإنسانية التي ظننا أنها انتهت.

إن بناء السجون التي تستخدم كمعسكرات اعتقال، حيث يتم التعامل مع البشر بقسوة، ليس انتهاكًا لحقوق الإنسان فحسب: بل هو اعتراف صارخ بالفاشية التي تسعى إلى تجديد نفسها في عصرنا.

إن هذه الممارسات التي تذكرنا بأهوال النظام النازي بقيادة هتلر، تشكل إهانة للكرامة الإنسانية ومحاولة لتطبيع الإذلال ونزع الإنسانية.


لا يمكننا أن نسمح للفاشية، بأي شكل من الأشكال، بأن تعود مرة أخرى في عالمنا.

إن هذه الأفعال ليست فردية: بل هي جزء من نظام تتواطئ فيه قوى سياسية وجهات فاعلة تعمل، بعيداً عن الدفاع عن الحياة والكرامة، على تعزيز القمع والكراهية.

من المؤسف أن يتم استخدام المهاجرين الفنزويليين ككبش فداء من قبل نظام يسعى إلى تبرير قسوته بخطابات الخوف والانقسام.

إن هؤلاء الفنزويليين، وهم في الغالب مهاجرون اقتصاديون أجبروا على مغادرة بلادهم بسبب التدابير القسرية أحادية الجانب التي فرضتها قوى أجنبية بالتواطؤ مع المعارضة الفاشية الوطنية، يتعرضون اليوم لمعاملة مهينة ويُجرمون دون أي مبرر.

ويتم اتهامهم بجرائم لم يرتكبها كثيرون منهم، ويتم وصمهم بالعار، ويتم التخلي عنهم مثل الحيوانات في ظروف غير إنسانية.

إن ما يحدث ليس مجرد انتهاك لحقوقهم الأساسية، بل هو أيضاً السابقة الأكثر قبحاً في التاريخ السياسي الحديث لأميركا اللاتينية.

ولم نشهد من قبل مثل هذه المعاملة المهينة والمنهجية للمهاجرين في المنطقة. وهذا هو أسوأ مثال على اللاإنسانية تشهده أميركا اللاتينية، ولا يمكننا أن نسمح بأن يصبح هذا الأمر طبيعيا.

واليوم ندعو بشكل عاجل جميع البشر، بغض النظر عن أيديولوجياتهم أو عرقهم أو جنسيتهم أو معتقداتهم، إلى إدانة هذه الممارسات الفاشية بالإجماع وبشكل قاطع .

الفاشية ليست خيارا سياسيا، بل هي نفي للإنسانية. لا يمكننا أن نسمح بإساءة معاملة الناس أو تعذيبهم أو تهميشهم تحت أي ذريعة.

لقد علمنا التاريخ أن الصمت في وجه الفاشية هو تواطؤ، ولا ينبغي لنا أن نكرر أخطاء الماضي.

فلندين هذه الأفعال معًا، كبشرية. فلنرفع أصواتنا ونقول بحزم: لن يتكرر هذا أبدا! الفاشية ليس لها مكان في حاضرنا أو مستقبلنا.

إن الكرامة الإنسانية لا يمكن المساس بها، وأي نظام ينكرها يجب القضاء عليه بقوة العدالة والتضامن والوحدة .


إن الشعب الفنزويلي، الذي عانى لعقود من التدخل الأجنبي والحصار الاقتصادي والهجمات الإعلامية، يشعر اليوم بالألم والعجز والمعاناة عندما يرى فنزويليين يعاملون على أنهم أقل من البشر في معسكرات الاعتقال الحديثة هذه.

إن هذه الصور تؤلمنا بشدة، ولكنها تعزز أيضًا قناعتنا بأننا لن ننسى أبدًا الموقف الخاضع والفاشي للمعارضة الفنزويلية، التي تآمرت وسمحت بهذه المعاملة اللاإنسانية لشعبنا.

وسوف يظل تواطؤهم في هذه الممارسات المهينة محفورا في الذاكرة التاريخية لأمتنا باعتباره خيانة لا تغتفر.

لا للفاشية! لا لتطبيع القسوة! أبداً لا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: