من عامل إلى سفير.. من هو المرشح العربي لمنصب في إدارة ترامب؟

من عامل إلى سفير.. من هو المرشح العربي لمنصب في إدارة ترامب؟

الحرة – ربما تتذكرون الصورة الشهيرة التي جمعت أحد قادة المجتمع المسلم في ولاية ميشيغان بمرشح الرئاسة الأميركية الجمهوري، دونالد ترامب، في سبتمبر الماضي.

الظاهر فيها أمير غالب، الطبيب من أصول يمنية وعمدة مدينة تقطنها أغلبية مسلمة في ولاية الغرب الأوسط الأميركي.

كانت الخطوة مفاجئة حينها، فالمجتمع المسلم في ميشيغان لطالما صوت تاريخيا لصالح الحزب الديمقراطي، وعمدة المدينة المسلم هو نفسه كان من أشد مؤيدي هذا الحزب.

اليوم يعود الحديث عنه بعد أن أصبح مرشح ترامب ليكون سفيرا لدى لدولة الكويت، تقديرا لجهوده في دعم حملته والفوز بولاية ميشيغان الحاسمة في انتزاع ترامب للفوز .

وكتب ترامب على منصته “تروث سوشل” إنه “بصفته عمدة مدينة هامترامك في ولاية ميشيغان، عمل عامر بجد لمساعدتنا في تحقيق نصر تاريخي”.

من هو غالب؟
في عام 2021، انتخب غالب، المولود في اليمن، ليصبح أول عمدة عربي أميركي ومسلم لمدينة هامترماك.

في ذلك الوقت، خاض غالب حملته الانتخابية لأول مرة، وكانت منافسته كارين ماغوسكي، عمدة للمدينة لمدة 16 عامًا، ومع ذلك تمكن من تحقيق انتصار وبهامش كبر.

وقال غالب، المتزوج ولديه ثلاث بنات: “أنا فخور لكسب ثقة الناس وإعطائي الفرصة لخدمة مدينتي. إنه إنجاز تاريخي كبير ولكنه أيضا مسؤولية ضخمة”.

كان غالب هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1997 في سن 17 عاما. وخلال مرحلة الثانوية اشتغل عاملا لساعات طويلة يوميا في مصنع للسيارات، وهي مرحلة قال إنها كانت “نقطة تحول في حياته”.

بعد تخرجه من المدرسة الثانوية في عام 2000، التحق بكلية هنري فورد المجتمعية، ثم كلية الطب بجامعة روس وعمل بعد ذلك في الرعاية الصحية قبل خوض غمار السياسة وترأس مدينة يقال إنها أول مدينة ذات أغلبية مسلمة في الولايات المتحدة، وأول مدينة بها مجلس مدينة مسلم بالكامل.

وأثناء ولايته، كانت غالب منتقدا قويا لإسرائيل بسبب حرب غزة، وأقر مجلس مدينة هامترامك خلال توليه المنصب قرارا بسحب الاستثمارات من إسرائيل وعدم دعم الشركات المرتبطة بها.

وفي ديسمبر 2023، بعد نحو شهرين على الحرب، وافق المجلس على قرار بإعادة تسمية أحد شوارع المدينة إلى “شارع فلسطين”. وقال غالب إن تغيير الاسم هو “شيء رمزي ستقوم به مدينة هامترامك”.

وانضم إلى مجموعة من الديمقراطيين الذين وقعوا على خطاب في فبراير 2024 يتعهدون فيه بالتصويت بـ”غير ملتزم” في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة.

وبعد أن أعرب عن “إحباطه” من إدارة بايدن وهاريس، قال غالب إنه يعتقد أن ترامب “يمكن أن يساعد في التوصل إلى وقف إطلاق النار” في غزة.

وخلال الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، سعى ترامب لجذب أصوات العرب والمسلمين في ميشيغان، متعهدا بإنهاء الصراعات في قطاع غزة ومناطق أخرى في العالم، مما لاقى استحسانا من الكثيرين، ومنهم غالب.

وزار ترامب مدينة هامترامك، وهناك التقى رئيس بلديتها.

وتناقلت وسائل الإعلام الصورة الشهيرة التي جمعت الرجلين باعتبارها خطوة مفاجئة في ولاية ميشيغان الأميركية ذات الأغلبية المسلمة، والتي تعتبر من الداعمين التقليديين للحزب الديمقراطي

وأعلن غالب صراحة تأييد ترامب وتحدث معه في تجمع حاشد في اليوم السابق للانتخابات.

وبالفعل شهدت ولاية ميشيغان انتفاضة قوية من الناخبين المسلمين والعرب، في هامترامك ومناطق أخرى مثل ديربورن، وديربورن هايتس.

وفي هامترامك، حصل ترامب على 43 في المئة من الأصوات، مقارنة بـ13 في المئة فقط في 2020، بينما حصلت هاريس على 46 في المئة، بانخفاض كبير عن نسبة 85 في المئة التي حصل عليها بايدن.

وفي ديربورن، التي ينحدر أكثر من 55 في المئة من سكانها من أصول شرق أوسطية، حصل ترامب على أكثر من 42 في المئة من الأصوات، مقارنة بـ30 في المئة قبل 4 سنوات.

وقبل نحو شهر، أعلن غالب على وسائل التواصل الاجتماعي أنه يسعى لولاية ثانية.

وكتب غالب على فيسبوك “سأستمر في خدمة مدينتي ومجتمعي بإخلاص والتزام ونزاهة، من خلال هذا المنصب ومن خلال مناصب مستقبلية مرموقة محتملة أخرى”.

ثم جاء إعلان ترامب الأخير ترشيحه لمنصب سفير الولايات المتحدة في الكويت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: