انطلاق مؤتمر سويسرا للسلام بشأن أوكرانيا اليوم

انطلاق مؤتمر سويسرا للسلام بشأن أوكرانيا اليوم

أيمن عامر


سفير أوكرانيا :نسعى للسلام وتحرير أراضينا ووقف الحرب والتعايش المشترك


تنظم دولة سويسرا قمة السلام الأولى لأوكرانيا في منتجع بورغنستوك في اليوم وغداً 15 و16 يونيو الجارى ، وسط استمرار الحرب الروسية الأوكرانية للعام الثالث على التوالى .


وأكدت حكومة برن السويسرية أنها وجّهت دعوات للمشاركة إلى 160 دولة لا تشمل روسيا. فيما رفضت الصين والسعودية حضور المؤتمر حتى الأن بسبب عدم دعوة روسيا .


وتعتزم أوكرانيا الاستفادة من هذا المؤتمر لتفعيل ما يسمى بـ “معادلة زيلينسكي للسلام” التي تتضمن الرؤية الأوكرانية لإنهاء الحرب مع روسيا.

وأكدت روسيا سابقاً أنها لن تحضر المؤتمر حتى في حال توجيه الدعوة إليها، مشيرة إلى أن أي مبادرة للتسوية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الواقع على الأرض، مؤكدة أن “معادلة زيلينسكي” المذكورة “منفصلة عن الواقع”.


ويهدف المؤتمر إلى توفير منصة للحوار “حول سبل تحقيق سلام شامل وعادل ودائم لأوكرانيا، على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، و”تعزيز الفهم المشترك لإطار معياري” وتحديد “خارطة الطريق”. الذي يشارك فيه الطرفان في عملية سلام .


وفى ظل استمرار الحرب المسلحة والدبوماسية والإعلامية بين روسيا وأوكرانيا ، حاورنا السفير ميكولا ناهورنى سفير أوكرانيا بالقاهرة وذلك بالتزامن مع انطلاق مؤتمر سويسرا للسلام بشأن أوكرانيا ، للتعرف على أهداف ومطالب المؤتمر .


وإلى نص الحوار

*ما أجندة مؤتمر سويسرا للسلام بشأن أوكرانيا المذمع عقده السبت المقبل بالعاصمة برن ؟


* أن القمة الأولى من أجل السلام فى أوكرانيا ستنعقد فى سويسرا ، 15 يونيو المقبل ، وقد تم توزيع الدعوات من جانب دولة سويسرا إلى رؤساء وزعماء 160 دولة بجميع أنحاء العالم وعلى رأسهم تم توجيه دعوة للرئيس عبد الفتاح السيسى وذلك نظراً لأهمية الدور المصرى خاصة أن مصر دولة كبيرة عربية وأفريقية ولها تأثير إقليمى وريادى فى العالم ، وكذلك نظراً للجهود التى بزلتها مصر سابقاً فى اتجاه إحلال السلام العادل والدائم والشامل فى أوكرانيا.

و نحن نتذكر المبادرات المصرية ومشاركتها مبادرة مجموعة الاتصال العربية المنطلقة من قبل جامعة الدول العربية وأيضاً نتذكر كلمة الرئيس السيسى فى قمة المناخ cob 28 فضلاً عن تصويت مصر فى الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعمة للسلام فى أوكرانيا ، وأيضاً مشاركة مصر فى المبادرة الأفريقية ، كما زار مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أوكرانيا فى فى الصيف الماضى فى إطار المبادرة الأفريقية مع عدد من رؤساء الدول الأفريقية.


ما أهداف كييف لمؤتمر سويسرا للسلام بشأن أوكرانيا ؟

* أوكرانيا تسعى لإحلال السلام وتحرير أراضيها الوطنية ووقف إطلاق النار ، وقد أكدت أكثر من 80 دولة مشاركتها ونواصل العمل مع القادة ودعوتهم لحضور القمة .إن جهود الأغلبية العالمية هي أفضل ضمان للوفاء بالالتزامات. ونتمنى دعم قمة السلام بمشاركة قيادات العالم .


نحن نرفض فرض سياسة الأمر الواقع الاستعمارية للأراضى الأوكرانية ، روسيا تريد احتلال أوكرانيا بالكامل ، إن ضم روسيا للأراضى الأوكرانيا لا يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة ولا أيضاً مع مبادى الشرعية الدولية ولا مع دور روسيا الاتحادية كونها عضو فى مجلس الأمن بالأمم المتحدة ، والمفترض أن تكون القوة الداعمة للسلام وليس قوة تمارس سياسة القمع والاحتلال .

و قمة سويسرا للسلام بأوكرانيا تعد قمة تأسيسية وفى إطارها سيتم تشكيل الآليات الخاصة للسلام من خلال محاور رئيسية لصيغة السلام التى أرساها الرئيس زيلينسكى ، والمتعلقة بالأمن الغذائى والأمن والسلامة النووية وتحقيق العدالة وأمن الطاقة والمحاور الأخرى.


*لماذا لم يتم توجيه الدعوة لروسيا لحضور المؤتمر ؟
* نحن نتوقع من القمة اتخاذ القرارات وتأسيس الآليات لتحقيق التقدم لمحاور السلام الرئيسية ونحن نعتقد أن هذه القمة تعد تأسيسية للقمة القادمة ، وفى القمة الثانية سيتم توجيه الدعوة لروسيا للمشاركة فيها .

*كيف تصف الأوضاع العسكرية على الأرض الأن ؟
** الأوضاع العسكرية على الأرض صعبة ، ففتحت روسيا فى الفترة الأخيرة جبهات جديدة وخاصةً فى منطقة خاركييف فى محاولة لإحداث التقدم فى هذه الجبهة الجديدة ، وهذا أكبر دليل أن روسيا لا ترغب فى إرساء السلام ولكنها تريد فرض شروطها على أوكرانيا والمجتمع الدولى فى محاولة لاستسلام أوكرانيا وهذا لن يحدث أبداً .

*قالت روسيا أنها دخلت الحرب بعد فشل الحلول التفاوضية والسلمية لحماية أمنها القومي، ما ردّك؟
** منذ عام 2014، أي بعد نشوب الحرب الروسية على أوكرانيا، جرت أكثر من 200 جولة من المفاوضات بين كييف وموسكو في صيغ مختلفة، بما في ذلك في صيغة نورماندي، كما تم التوصل إلى الاتفاق حول وقف إطلاق النار أكثر من 10 مرات.

لكن الكرملين اعتبر جاهزيتنا، نحن والمجتمع الدولي، للمحادثات نقطة الضعف، واستغل تلك الفترة للتحضير للهجوم الجديد الواسع النطاق ضد أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير 2022.


وحتى بعد بدء العدوان الواسع النطاق، دعت أوكرانيا إلى تسوية سلمية وعاجلة للصراع المسلح حول طاولة المفاوضات، مما يدل على ذلك اجتماع وزيري خارجية أوكرانيا وروسيا في تركيا.

ولكن دعونا نكون صريحين فيما يتعلق بموضوع تلك المفاوضات: هل هي تدور حول إحلال السلام الحقيقي في أوكرانيا أو استسلامها؟ التنازلات الإقليمية الكبيرة، وفقدان السيادة في اتخاذ قرارات السياسة الخارجية، ونزع السلاح وتقليص القوات المسلحة إلى الحد الأدنى، والتخلي عن الهوية الوطنية – هذه ليست سوى قائمة غير كاملة من المطالب المتغيرة للجانب الروسي. ومن الصعب أن نجد دولة أو شعبا أو زعيما سياسيا يوافق على قبولها.


كانت أوكرانيا وروسيا طرفي المعاهدات الدولية المهمة، بما في ذلك مذكرة بودابست للضمانات الأمنية (مذكرة الضمانات الأمنية المتعلقة بانضمام أوكرانيا إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية) لعام 1994 ومعاهدة الصداقة والشراكة والتعاون لعام 1997، التي أكدت الاعتراف بحرمة الحدود الثنائية القائمة.

وفي الوقت نفسه، فإن هذا لم يمنع الكرملين أبدا من القيام باستفزازات مستمرة ذات طبيعة سياسية، أو اقتصادية، أو طاقية، أو إعلامية ضد أوكرانيا، بغض النظر عن اسم رئيسها، والانتقال في النهاية إلى شن العدوان المسلح .

*قالت روسيا أن انضمام أوكرانيا لحلف الناتو هدّد حدودها وهو ما تسبب في إطلاق الحرب على أوكرانيا، ما تقييمك؟


*إن السياسة الاقتصادية والاجتماعية غير الفعالة للحكومة السوفياتية سابقا أو الروسية حاليا، وهي عاجزة عن تحقيق مستوى المعيشة العالي للمواطنين العاديين، لا سيما القاطنين في المناطق الريفية والنائية، وتطوير مرافق البنية التحتية، وتحسين الخدمات التعليمية والطبية، تجعل جهاز الدولة يخلق عدوًا خارجيًا كبيرًا، تبرر الدولة من خلال وجوده ممارساتها المخطئة.


في غضون الحرب الباردة، أصبح حلف شمال الأطلسي (الناتو) خصمًا من هذا النوع، والذي تستخدم روسيا اليوم صورته “البعبعية” بنشاط.

بعد أن خلقت الأوساط السياسية والإعلامية الروسية صورة المواطن الأوكراني كشخص جبان وغير مثقف، فضلاً عن ترويج شعار “سنستولي على كييف في ثلاثة أيام”، واجهت الآلة العسكرية الروسية في فبراير 2022 صمودا بطوليا وغير مسبوق للشعب الأوكراني – وجميع أبنائه وبناته من المواليد في أوكرانيا المستقلة، يستمر للعام الثالث على التوالي. بعد فشل الهجوم الروسي على العاصمة كييف وسلسلة من الهزائم الروسية المؤلمة في محافظتي خاركيف وخيرسون، وخسارة ما يقرب من 30% من الأسطول الروسي في البحر الأسود، لم تجد موسكو أي مبرر آخر سوى إعلان أوكرانيا منطقة نزاع مسلح بين روسيا وحلف الناتو من أجل إخفاء إخفاقاتها أمام أعين المجتمعين الروسي والدولي ومبادلة نجاحات قوات الدفاع الأوكرانية بإنجازات “المدربين والمرتزقة الغربيين”.


وفي الوقت نفسه، في سياق الحديث عن المخاوف الأمنية التي تروج روسيا باستمرار في وسائل الإعلام الأجنبية، تجدر الإشارة إلى التصريحات التي أدلى بها فلاديمير بوتين شخصيا، بأنه في بداية ولايته الرئاسية الأولى اقترح انضمام روسيا إلى الناتو، فضلا عن العضوية لمدة أكثر من 20-25 عاما في الناتو لكل من الدول الأعضاء السابقة في حلف وارسو ودول البلطيق المجاورة لروسيا وانضمام السويد وفنلندا (والتي تمتد حدودها المشتركة مع روسيا على أكثر من 1000 كم) مؤخرًا إلى الناتو.

لم تسفر عضوية تلك الدول في حلف الناتو عن وقوع أي نزاع مسلح مع روسيا ولم يشكل أي تهديد لوجودها نهائيا.

واليوم، على الرغم من الخسائر البشرية والمادية الوخيمة التي تتكبدها في أوكرانيا، إلا أنه لا تزال روسيا قوة عسكرية عظمى ذات ثالوث نووي، وهذا هو الأمر يلقي بظلال من الشك على العدوان المسلح المحتمل ضدها من جانب دول منفردة أو تحالفاتها.


من الواضح أن مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ليست سوى ذريعة للجمهور المحلي والأجنبي لشن الحرب غير المبررة ضد أوكرانيا بهدف الاستيلاء على أراضيها ومواردها الطبيعية وتربتها الخصبة وقاعدتها التكنولوجية، والأهم من ذلك – سكانها.


في العقود الأخيرة، شهد الأوكرانيون التصرفات العسكرية الروسية الرامية إلى خلق النقاط الساخنة والتحكم بها وتجميدها في الفضاء ما بعد الاتحاد السوفييتي السابق – وهي ترانسنيستريا، وكاراباخ، وجورجيا وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

إن الضم غير الشرعي لشبه جزيرة القرم وإرسال مجموعات تخريبية روسية من قبل موسكو إلى محافظتي دونيتسك ولوهانسك في عام 2014 قد أدى إلى تغيير جذري في موقف الشعب الأوكراني تجاه علاقاته مع روسيا وحلف الناتو، وأصبح التكامل الأوروبي الأطلسي لأوكرانيا، المنصوص عليه في دستورها الوطني، أمرا مصيريا يوفر ضمانة قوية لبقاء أوكرانيا كدولة مستقلة في المستقبل.


*تقول روسيا أن التصويت في لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون تم بموجب الدستور الروسي والقانون الدولي اللذين يعطيان حق تقرير المصير. كيف ترى ذلك؟


*إن تقديم مثل تلك الحجج ليس بمجرد مسرحية سياسية ودبلوماسية فقط، بل هو ازدراء مطلق إزاء الجمهور الأجنبي الذي يوجه إليه مثل هذا الخطاب، والذي ينكر الحقائق التاريخية والأحكام القانونية الأساسية.


تم إجراء ما يسمى باستفتاءات وهمية على أراضي مناطق معينة من محافظات لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون في ظل ظروف السيطرة العسكرية الكاملة التي فرضتها عليها الدولة الروسية ، على غرار الوضع في شبه جزيرة القرم في مارس 2014، لا صحة لها بموجب القانون الدولي ولا علاقة لها بحقوق شعوب العالم في تقرير مصيرها وتعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومحاولة للاستيلاء على أراض أجنبية. وفي أكتوبر 2022 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بشأن “السلامة الإقليمية لأوكرانيا: الدفاع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة” وذلك بدعم الأغلبية الساحقة من الدول، وبينها مصر الصديقة، يدين قيام روسيا بتنظيم استفتاءات مزعومة غير قانونية في مناطق تقع داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا.

علاوة على ذلك، لقد أعلنت روسيا ضم حتى تلك الأراضي التي لم تحتلها أبدا، مثل مدينة زابوريجيا، أو التي حررتها القوات المسلحة الأوكرانية في خريف عام 2022، مثل مدينة خيرسون.


تقول القيادة الروسية دائما إن “روسيا ليست لها حدود” مستخدمة هذا الشعار من أجل تبرير سياساتها التوسعية.


للأسف الشديد، تحت ستار النداء إلى إنشاء النظام العالمي العادل تؤكد روسيا على أنها تفهم وتعترف بقانون القوة وليس بقوة القانون. ولذلك، فإننا ممتنون للغاية لجميع شركائنا على مساهمتهم القيمة في تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا ودعم حقها المشروع في الدفاع عن أنفسنا.


ومن المفارقات أن روسيا تتظاهر بالاعتراف بحق سكان مناطق منفصلة ومختلفة في أوكرانيا في تقرير مصيرهم وتأسيس دويلاتهم، وتنكر هذا الحق على الشعب الأوكراني بأكمله وله تاريخ وثقافة وتقاليد سياسية تعود إلى قرون.


وعند الحديث عن حق تقرير المصير، لا يسع المرء إلا أن يذكر الحربين الضاريتين اللتين شنتهما روسيا ضد الجمهورية الشيشانية الشابة في التسعينيات من أجل قمع حق الشعب الشيشاني المسلم في تقرير مصيره، واتسمت تلك الفترة بطلوع نجمة فلاديمير بوتين في السماء السياسي الروسي.


وبالإشارة إلى الشعوب الأصلية التي تعيش على أراضي أوكرانيا وتتمتع بجميع الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية، ينبغي الحديث عن شعب تتار القرم المسلم، الذي قمنا في مايو 2024 بإحياء الذكرى الثمانين لترحيله القسري الكامل من موطنه على يد النظام الستاليني.

ولسوء الحظ، فإن ممارسة القمع والاضطهاد التي تمارسها سلطات الاحتلال في شبه جزيرة القرم ضد شعب تتار القرم لا تتوقف حتى اليوم.


*موسكو تقول إن مؤتمر سويسرا للسلام في أوكرانيا دعاية ولن يحقق السلام خاصة وأنه لم يدع روسيا، فلماذا عدم دعوة الطرف الأخر ؟


*إن أوكرانيا وحدها، باعتبارها ضحية للحرب العدوانية التي تشنها روسيا، هي التي تملك الحق الأخلاقي الكامل في الشروع في المسار الذي يؤدي إلى إنهائها وفقا للقانون الدولي ومبادئ العدالة.

نحن على استعداد للاستماع ومناقشة كافة المقترحات حول تسوية الحرب، ولكن نعتقد أن صيغة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هي الخطة الواقعية والشاملة الوحيدة لاستعادة سلامة أراضي أوكرانيا وضمان الأمن والعدالة للمجتمع الدولي برمته.


وتستند البنود العشرة لصيغة السلام إلى القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة (وهي: السلامة الإشعاعية والنووية، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، وإطلاق سراح جميع الأسرى وإعادة المرحلين قسرا، وتنفيذ ميثاق الأمم المتحدة واستعادة السلامة الإقليمية لأوكرانيا والنظام العالمي، وانسحاب القوات الروسية ووقف الأعمال العدائية، والعدالة، وحماية البيئة، ومنع التصعيد، وتأكيد انتهاء الحرب) ويعكس كل منها بطريقة أو بأخرى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تم التصويت عليها، بما في ذلك بشأن “مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي يقوم عليها السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا” في 23 فبراير 2023.
ومن الممكن أن تشكل صيغة السلام الأساس ليس فقط لإنهاء الحرب العدوانية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، بل وأيضاً لإنهاء صراعات مسلحة أخرى على كوكب الأرض والتغلب على المشاكل العالمية.


*ما مطالب مؤتمر سويسرا للسلام بأوكرانيا ؟


*ستعقد قمة السلام العالمية الأولى لرؤساء الدول والحكومات في سويسرا في 15-16 يونيو، وستتناول ثلاثة بنود من صيغة السلام الأوكرانية: وهي السلامة النووية والأمن الغذائي والإفراج عن أسرى الحرب والأطفال الأوكرانيين المرحلين قسرا إلى روسيا.

ونعول على مشاركة جميع القادة، الذين تمت دعوتهم ويحترمون مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، في قمة السلام العالمية.

إن أوكرانيا، بالتعاون مع شركائها، تشكل سابقة لعقد قمة السلام ليس وفقاً لشروط الدولة المعتدية أو الدولة الوسيطة، بل وفقاً لشروط ميثاق الأمم المتحدة.


بالتزامن مع موجة جديدة من التصعيد الذي يشنه الجيش الروسي في اتجاه مدينة خاركيف وحشد المزيد من القوات الروسية على الحدود الشرقية لأوكرانيا وتكثيف القصف على البنية التحتية ومرافق الطاقة في أوكرانيا، تسعى روسيا إلى تعطيل قمة السلام العالمية في سويسرا عن طريق تشويه سمعة تلك الفعالية الدولية من خلال الرسائل والبيانات العامة والاجتماعات المغلقة، حيث تحاول روسيا إقناع الدول بعدم أهميتها، وكذلك تحاول إقناع دول محددة بعدم المشاركة في القمة وإقناع الدول التي أكدت مشاركتها في القمة بأن يكون تمثيلها بأدنى مستوى ممكن. كل تلك الجهود للدبلوماسية الروسية دليل ناصع على عدم رغبة موسكو في إجراء العملية التفاوضية على الأسس القانونية العادلة.


مع ذلك، لا نرفض مشاركة روسيا في المفاوضات رفضا باتا ويمكن دعوتها للمشاركة في قمة السلام العالمية الثانية في حالة موافقتها على خريطة الطريق التي سيجري العمل عليها بناء على مخرجات القمة الأولى في سويسرا.


*روسيا تقول سيحل السلام حين تتوقف أوكرانيا عن سعيها إلى الانضمام للناتو وتتوقف أوكرانيا عن الحصول على تلك المساعدات العسكرية لتهديد أمن روسيا فهل تستجيب أوكرانيا لذلك ؟


*تنتمي أوكرانيا بعد استعادة استقلالها في عام 1991 بلا شك إلى مجموعة الدول الأكثر محبة للسلام، حيث إنها شاركت في أنشطة بعثات حفظ السلام الدولية تحت رعاية الأمم المتحدة، وانتهجت السياسة الداخلية المتسامحة تجاه ممثلي جميع الأطياف العرقية والدينية والثقافية، ولم تنخرط في أي نزاع مع الدول المجاورة، وساهمت مساهمة ملموسة في تعزيز الأمن الغذائي العالمي، والأهم من ذلك، إنها تخلت طوعيا عن ثالث أكبر ترسانة من الأسلحة النووية في العالم – وهذا كله يكفي لدحض جهود الكرملين الرامية إلى تحويل أوكرانيا إلى دولة معادية في أعين العالم كله.


إن الحق في الدفاع عن النفس هو حق مشروع للشعب الأوكراني وللدولة الأوكرانية الذي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة.

لا تتعدى أوكرانيا على شبر واحد من أراضي دولة أخرى، ولكنها ليست على الاستعداد للتنازل عن أراضيها لصالح الغازي الأجنبي.

كما نتساءل عن ازدواجية المعايير: هل يمكننا الحديث عن محددات الأمن القومي الروسي حينما تفرض روسيا على أوكرانيا حربا وجودية وتطالب المجتمع الدولي بالامتناع عن تسليح أوكرانيا حينما تكثف روسيا أعمالها العدائية على كافة الجبهات وتستخدم كافة أنواع الأسلحة وتهدد باستخدام السلاح النووي ضد أوكرانيا.


لقد أكدنا بالفعل على تصميمنا على محاربة العدو: قُتل وأصيبوا بجروح أكثر من 500 ألف جندي روسي في أوكرانيا، وتم تدمير عشرات الآلاف من المعدات العسكرية، ولحقت أضرار ملموسة بالاقتصاد الروسي.

إن إنهاء الحرب في أوكرانيا يصب في مصلحة الشعب الروسي ذاته، الذي من الأفضل أن يرجع أبناؤه إلى حياتهم العادية بدلا من وفاتهم في السهول والغابات الأوكرانية مثلما سبق ذلك لهم في الجبال الأفغانية.
بعد أن قدمت أوكرانيا إسهاماً كبيراً في تعزيز الأمن العالمي، فليس من المستغرب أن تحتاج الآن إلى مساعدة العالم في تعزيز أمنها. إن الدفاع عن أوكرانيا هو استثمار مربح في الأمن العالمي.

ويواجه المجتمع الدولي خيارا هاما: إما أن يوافق على فتح صندوق باندورا وخلق سابقة خطيرة للغاية عندما تسقط الدولة النووية سابقا عرضة للعدوان الخارجي الذي يهدد ببقائها، وهذا هو الأمر الذي سيؤدي إلى سباق تسلح جديد على النطاق الإقليمي والعالمي، إما أن يجبر الدولة المعتدية على التخلي عن خططها العدوانية ويقدمها إلى العدالة، وذلك سيتيح للأسرة الدولية فرصة لتركيز المزيد من الاهتمام المشترك على حلحلة القضايا العالمية الملحة حقًا حول تغيرات المناخ والأمن الغذائي وانتشار الأوبئة والتنمية المستدامة والذكاء الاصطناعي.


إن كل هدنة مؤقتة في أوكرانيا ستسمح لروسيا بتعافي قدراتها الهجومية، لذلك تسعى أوكرانيا بالجهود المشتركة مع كافة الدول المتحضرة لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم الذي سيحمي شعبنا من العدوان المتكرر ويمنع إحالة قضية الحرب إرثا إلى الأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: