أيمن عامر
أعلنت مؤسسة عامل الدولية بدولة لبنان ، في بيان أن الأضرار التي طالت مركزها الصحي الاجتماعي التنموي في الخيام، نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية المتصاعدة خلال الأيام الأخيرة، لن تثني فريقها عن القيام بواجبه والوقوف إلى جانب الناس وفق الامكانات المتاحة كما في السلم كذلك في ظروف الحرب والشدائد.
واعتبرت المؤسسة أن خرق الاحتلال الاسرائيلي الصارخ لكل القوانين والمعاهدات الدولية والاتفاقيات التي تحمي القطاع الصحي، وتصون حق كل إنسان في الصحة والعلاج، هو نتيجة لتراخي المجتمع الدولي مع جرائم اسرائيل المستمرة واعطائها حصانة وضوءاً أخضر من بعض القوى الكبرى للقيام بإبادة وحشية ضد كل أشكال الحياة في قطاع غزة، في تواطؤ بشع لبعض الدول التي تدعي احترام الاتفاقيات الدولية حول حماية المدنيين.
وأوضحت مؤسسة عامل الدولية ، أن منظمة الصحة العالمية وثقت أكثر من 250 اعتداءً حتى اليوم في غزة على القطاع الصحي، كما أن الضرر الذي طال مستشفى ميس الجبل في جنوب لبنان ولاحقاً مركز لمؤسسة عامل الدولية نتيجة القصف الاسرائيلي، ما هي إلا أجزاء من سلوك واحد تمارسه اسرائيل في ظل غياب محاسبتها أمام المحاكم الدولية على استهداف المدنيين واستعمال الأسلحة المحرمة دولياً.
وأكدت المؤسسة أن الضغط من أجل إيقاف اطلاق النار هو الخيار الذي يمتلكه العالم الآن لإنهاء المذبحة الكبرى التي تحصل في غزة، والتي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 12 ألف إنسان نصفهم من الأطفال، وطالبت “عامل” بعض الدول صاحبة القرار بالتخلي عن ازدواجية المعايير في التعاطي مع الضحايا والأطراف الدولية المعتدية، وتطبيق ما يدعونه على الجميع.
وختمت عامل بالقول: “إننا في القرن الحادي والعشرين وعلى شاشات الأجهزة الأكثر ذكاءاً في التاريخ، أصبحنا شهوداً عاجزين أمام إبادة بشعة يتم فيها حتى فصّل الأطفال الخدج عن حبل الحياة بكل برودة أعصاب، وترك جثامين المرضى للكلاب تنهشها، وجمع الأشلاء بأكياس البلاستيك، وقصف المستشفيات وإعدام المسعفين وغير ذلك من الفظائع التي يبدو أنها غير كافية لتحريك ضمير حكومات العالم.
جميعنا مسؤولون عن وضع حد لهذه الجريمة فليتحمل كل منّا مسؤولياته”.
ووجهت مؤسسة عامل الدولية نداءاً إنسانياً عاجلاً لللأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، بضرورة التحرك الفعّال لإيقاف التدمير الوحشي والاستهداف المتعمد والوحشي للقطاع الصحي في غزة، الذي يشهد انهياراً كاملاً وسط استمرار المذبحة من جهة والحصار من الجهة الأخرى.
واعتبرت “عامل” أن عجز العالم عن ردع التدمير الممنهج لكل أساسيات الحياة في غزة، وخصوصاً المستشفيات وباقي المرافق الصحية، إنما هو بمثابة ضوء أحمر لرفع الغطاء والحماية عن القطاع الصحي في جميع أنحاء العالم، مؤكدة إنه انتهاك للإنسانية جمعاء وتهديد للسلام العالمي، وجميعنا مسؤولون لبذل كل الجهد الممكن لإيقاف هذه المجزرة*.
وطالبت “عامل” منظمات الأمم المتحدة وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية وباقي الهيئات الصحية الفاعلة في العالم، لتشكيل *قوى ضاغطة على الحكومات لتطبيق القانون والمعاهدات الدولية، لأن تأمين وحماية الحق في الصحة والعلاج هو مسؤولية هذه الهيئات، وإن الاكتفاء بمناشدة اسرائيل لايقاف انتهاكاتها الوحشية بحق غزة وباقي الأراضي الفلسطينية لا يكفي، وإن عدم قدرتها على القيام بهذا الدور سيؤثر على مصداقيتها أمام الأجيال القادمة.
وأوضحت عامل ، لقد بلغ عدد الشهداء 12 ألفاً ، والجرحى أكثر من 30 ألفاً، والقصف مستمر لم يتوقف خلال كتابة هذا النداء ونشره، في ظل خروج 16 مستشفى عن الخدمة واستهداف أجزاء من المستشفيات الـ16 الباقية، وتدمير 32 مركزاً صحياً و51 عيادة و27 سيارة إسعاف واستشهاد 150 كادراً صحياً، ونفاد الوقود والمعدات والمستلزمات الطبية الأساسية.
وقد تساءلت “عامل” لماذا لا يتم اليوم تطبيق مبدأ التدخل الإنساني لقضية إنسانية بالفعل، بدلاً من استخدامه كأداة سياسية لتحقيق مصالح الغرب؟ مضيفة ، في السابق، تم اضفاء تفسير سياسي منحاز على هذا المبدأ للتدخل في الشؤون الداخلية للدول والمساس بسيادتها والضغط على الحكومات من أجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، ولكن يمكن بالفعل استخدامه للغرض الحقيقي الذي وضع من أجله: ” صون الحق في الحياة لكل إنسان “.
وشددت عامل ، إن استهداف اسرائيل للقطاع الصحي في غزة هو جريمة ضد الإنسانية، توثق مباشرة على الشاشات، وتلاقي دعماً واسعاً في أوساط بعض الأطباء والسياسيين الاسرائيليين الذين أعلنوا دعمهم الكامل لتدمير المستشفيات وغيرها من مرافق الحياة، في خطوة وقحة تضع العالم كله أمام معضلة موت القانون الدولي، في ظل غياب المحاسبة لاسرائيل بتواطئ من بعض الحكومات والقوى العالمية.
وشددت ، إن استمرار الوحشية الاسرائيلية ضد القطاع الطبي والإنساني، تعني أن استهداف كل المستشفيات والمراكز الصحية حول العالم من الآن وصاعداً سيكون متاحاً، ومن أجل ذلك نحن ندعو كل زملائنا في القطاع الصحي حول العالم لاتخاذ موقف موحد، موقف يتماشى مع قسمنا والتزامنا، يتماشى مع مسؤوليتنا لصون الحق في الحياة والرعاية الصحية لكل إنسان في العالم بمعزل عن انتمائه وعن أي حسابات سياسية ضيقة تجعل من حياة البشر على الأرض بلا قيمة، كالذي نشهده في قطاع غزة، علينا أن نقف وقفة إنسان واحد، وإلا سنتعرض جميعنا لما يتعرض له أهلنا في غزة.
وأكدت عامل ، إن الحاجة إلى وقف إطلاق النار، وفتح الممرات الإنسانية وتسهيل عملها، وارسال المستشفيات الميدانية إلى غزة، وايجاد صيغة جديدة لحماية المرافق الصحية من قبل الأمم المتحدة حاجة إنسانية كبرى، فدماء أكثر من 5000 طفل فلسطيني هي أمانة بأعناقنا جميعاً، نحن شهود هذه المجزرة، وتطبيق القوانين والدولية والالتزام بها هو الفرصة الوحيدة أمام حضارتنا لتفادي مصيراً مظلماً سيطال الجميع.
وشددت ، إن مؤسسة عامل الدولية من موقعها الفعّأل في مجال الدفاع عن الحق في الصحة والحماية في لبنان والعالم، تطالب الآن، بتحرك فعلي لكل العاملين في هذا الشأن، وهي مستمرة في بذل قصارى جهودها بالتعاون مع شركائها حول العالم، لايصال المساعدات الاغاثية وخصوصاً الطبية إلى القطاع المحاصر، والضغط من أجل وقف اطلاق نار فوري وتأمين المساعدات الضرورية لأهلنا في غزة، واستمرار النضال من أجل حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال كباقي الشعوب في العالم.