قالت صحيفة “واشنطن بوست“، إن الرئيس الأميركي جو بايدن، وأفراداً من دائرته الداخلية طمأنوا حلفاء في الأيام الأخيرة، بأنه يعتزم الترشح لإعادة انتخابه في عام 2024، مبدداً قلق الديمقراطيين بشأن التزام الرئيس (79 عاماً) بخوض حملة انتخابية أخرى، وعودة الجمهوريين إلى السلطة.
وأشارت الصحيفة في تقرير السبت إلى أن هذه الجهود تأتي في الوقت الذي أصبح يُساور الأوساط الديمقراطية الأوسع، قلق متزايد خلال ستة أشهر شهدت انخفاضاً حاداً في معدلات شعبية بايدن بأكثر من 12 نقطة إلى أقل من نسبة 40%، وسط مخاوف متنامية بشأن التضخم، والصراعات الداخلية بين الديمقراطيين في واشنطن، وتعثر الجهود التي تبذل في قطاع الصحة العامة لتجاوز جائحة كورونا.
وأوضحت الصحيفة، أن الرسالة تهدف جزئياً إلى التقليل من الافتراض السائد بين العديد من الديمقراطيين، بأن بايدن قد لا يسعى إلى إعادة انتخابه نظراً لسنه وتراجع شعبيته، مع إفساح المجال أمام نائب الرئيس كامالا هاريس، وغيرها من المرشحين المحتملين للرئاسة.
ونقلت الصحيفة عن السيناتور الديمقراطي السابق عن ولاية كونيتيكت كريس دود، وهو صديق لبايدن قوله إن “الشيء الوحيد الذي سمعته يقوله، هو أنه (بايدن) يخطط للترشح مجدداً. وأنا سعيد لأنه سيفعل ذلك”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال حفل جمع تبرعات افتراضي هذا الشهر، أخبر بايدن مجموعة صغيرة من المانحين، أنه سيسعى للحصول على فترة ولاية ثانية، ما يؤكد الرسالة التي وجهها للأمة في مارس، خلال أول مؤتمر صحفي له في البيت الأبيض، قبل أن يحذر من أنه “لا يستطيع أبداً التخطيط لما سيحدث في غضون ثلاثة أعوام ونصف أو أربعة أعوام مقبلة، بشكل مؤكد”.
ونقلت عن حاكم ولاية بنسلفانيا السابق إد ريندل، الذي حضر حفل جمع التبرعات، قوله: “ما يقوله (بايدن) علناً هو ما يكون متيقن منه تماماً. لا يوجد اختلاف”، مضيفاً أنه “لن يترشح إذا شعر أنه لا يستطيع القيام بهذه المهمة جسدياً أو عاطفياً”.
شكوك ديمقراطية
لكن المقابلات التي أجرتها الصحيفة مع 28 من الخبراء الاستراتيجيين والمسؤولين الديمقراطيين، طلب العديد منهم عدم الكشف عن هويتهم، تظهر أن التأكيدات لم تسكت النقاشات الداخلية بشأن ما إذا كان بايدن سيترشح للرئاسة.
ووفقاً للصحيفة، يتبنى بعض الديمقراطيين وجهة نظر متشككة إزاء أي مؤشرات عامة وخاصة يرسلها بايدن وفريقه بشأن إعادة الانتخاب، بحجة أن هناك حافزاً لهم لإبداء الاهتمام بولاية ثانية، بغض النظر عن نواياه الحقيقية، لتجنب إضعاف مكانته.
في المقابل، يساور آخرون القلق من أن الترشح للرئاسة مرة أخرى، ربما ينطوي على جدول زمني يتسم بمزيد من الدقة مقارنة بحملة 2020 الهادئة نسبياً، التي أجريت إلى حد كبير عن بعد، بسبب جائحة كورونا.
وذكرت الصحيفة أن التفسيرات تختلف حول نوايا بايدن حتى بين أولئك الذين هم على اتصال وثيق بمن يوليهم ثقته، إذ قال أحد الديمقراطيين المشاركين في الحملات للصحيفة، إنهم لا يمكنهم إيجاد شخص واحد تحدثوا إليه في الشهر الماضي، يعتقد أن احتمال ترشح بايدن مرة أخرى احتمالاً واقعياً.
ورداً على تساؤل بشأن ما إذا كان بايدن سيرشح نفسه لإعادة انتخابه، قال سياسي ديمقراطي مخضرم آخر شارك في الحملات الرئاسية الأخيرة للصحيفة: “أسمع هذا التساؤل يُطرح كل يوم. لم يسأل أحد هذا السؤال عن (الرئيس السابق) باراك أوباما. ولم يسأل أحد هذا السؤال عن (الرئيس السابق) دونالد ترمب