بالتعاون بين منظمة المرأة العربية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة – المكتب الإقليمي للدول العربية انطلاق ورشة العمل الإقليمية “دور الشباب بالمنطقة العربية في تعزيز مشاركة الرجال والفتيان في الأعمال المنزلية والرعائية” بمسقط

بالتعاون بين منظمة المرأة العربية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة – المكتب الإقليمي للدول العربية انطلاق ورشة العمل الإقليمية “دور الشباب بالمنطقة العربية في تعزيز مشاركة الرجال والفتيان في الأعمال المنزلية والرعائية” بمسقط

انطلقت صباح اليوم ، من العاصمة العمانية مسقط، فعاليات ورشة العمل الإقليمية “دور الشباب بالمنطقة العربية في تعزيز مشاركة الرجال والفتيان في الأعمال المنزلية والرعائية” التي تعقدها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة – المكتب الإقليمي للدول العربية على مدار يومي 5-6 يونيو/حزيران 2023 .

 شهد افتتاح الورشة كل من الأستاذة الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية والسيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية، وعضوة المجلس التنفيذي للمنظمة، والسيدة يانيك كوكلر، نائبة المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (هيئة الأمم المتحدة للمرأة) للدول العربية.  في مستهل كلمتها الافتتاحية، وجهت الأستاذة الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية خالص التحية للسيدة معاني بنت عبد الله بن حمد البوسعيدية ، كما وجهت جزيل الشكر لسلطنة عمان حكومة وشعبا على استضافة هذه الفعالية، مؤكدة إن السلطنة بالنسبة للمنظمة هي صورة الأخوة الصادقة المنفتحة والمنظمة تعتز بتعاونها المتواصل مع السلطنة في مختلف الأنشطة.كما حيّت سيادتها السيدة يانيكا كوكلر نائبة المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة (للدول العربية) التي تتعاون مع المنظمة في عقد الورشة في إطار التعاون المستمر بين الجهتين.

كذلك وجهت سيادتها التحية لجميع الشباب العربي المشارك من الجنسين وبينهم أعضاء اللجنة الاستشارية للشباب بالمنظمة وناشطين في الوزارات ذات الصلة ومسؤولين في الجمعيات الأهلية بالدول الأعضاء.وأكدت سيادتها أن موضوع الورشة (تعزيز مشاركة الرجال والفتيات في الأعمال المنزلية والرعائية) هو موضوع دقيق وينطوي اختياره على شجاعة نظرًا لحساسيته في بعض الأوساط الاجتماعية، وأكدت أن الهدف هو المحافظة على الوئام والمودة داخل الأسرة العربية كونها هي الخلية الاجتماعية الأساسية التي لابد من حمايتها والحفاظ عليها من أجل السلم والاستقرار الاجتماعي.وأضافت سيادتها أن الحديث عن توزيع المهام داخل الأسرة وتعزيز الشراكة بين الفتي والفتاة، والزوج والزوجة هو حديث ضرورى ويرتبط بموضوع أساس هو ما يتعلق بـ(الصور النمطية) عن أدوار الجنسين في المجتمع.مضيفة أنه رغم ما شهده العالم خلال القرن الأخير من تقدم في أوضاع النساء ومن ذلك التحاق البنات في المدارس وانخراطهن في التعليم الجامعى، ومشاركتهن في الاقتصاد والمناصب القيادية وفي السياسة وصناعة القرار… ظلت فكرة أن المهام الأسرية هي مسؤولية المرأة وحدها فكرة نمطية ثابتة ، وكأن الفتاة منذ ولادتها خلقت لهذه المهام، الأمر الذي ينطوي على ظلم وقهر للمرأة، ومن ثم فدورنا هو ترسيخ فكرة الشراكة والمسؤولية المشتركة بين الجنسين.وأشارت سيادتها إلى أن الشراكة هي المفتاح السري لكي تكون العلاقة بين الجنسين علاقة متينة وودية ومتماسكة ومبنية على المساواة. وأوضحت أن هناك تجارب وطنية ودولية كثيرة على مسار تعزيز الشراكة ومنها مسارات فيها حكمة وفيها استناد إلى العلم، فعلى سبيل المثال، باتت محظورا الآن تزويج الفتيات القاصرات لأسباب صحية علمية نظرا لضررذلك على صحة الفتاة.وفي نهاية كلمتها أكدت سيادتها على أهمية إعداد الأجيال الجديدة لمستقبل أفضل مبني على الوئام وعلى استدامة الأسر وعلى القيم الإنسانية التي قوامها الاحترام المتبادل بين الجنسين في اطار المساواة التامة والشراكة داخل الأسرة.وختمت قائلة : هلموا إلى وضع أسس جديدة لمستقبل مجتمعاتكم فلا تكونوا إلا تحت نور المساواة والشراكة بين الجنسين على كل المستويات بدءا من الحياة الأسرية”. في بداية كلمتها، وجَّهت السيدة يانيك كوكلر، نائب المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، جزيل الشكر والامتنان للأستاذة للدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية وفريق عمل المنظمة على التعاون في تنظيم ورشة العمل، وعلى الشراكة الشاملة طويلة الأمد بين المنظمة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، كما قدَّمت الشكر لسلطنة عمان على دعم واستضافة هذه الورشة، وللوكالة السويدية للتنمية الدولية (سيدا)، بالإضافة إلى الشركاء الحكوميين من الآليات النسائية الوطنية ووزارات الشباب، والشركاء من منظمات المجتمع المدني.وأكدت في كلمتها على أهمية موضوع ورشة العمل، وأشارت إلى أن المساواة بين الجنسين تأتي من توفير الحرية وتكافؤ الفرص لكل من الرجال والنساء، وعدم تصنيف المسؤوليات المنزلية ورعاية الأطفال على أنها واجبات نسائية فقط، وجعل المسؤوليات والفرص الاقتصادية واجبات للذكور. وأوضحت سيادتها أنه على الصعيد العالمي لا تزال النساء يقضين حوالي ثلاثة أضعاف عدد الساعات التي يقضيها الرجال في أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، وفي منطقة الدول العربية توجد أعلى فجوة إقليمية بين الجنسين في العالم، حيث تقضي النساء ساعات أكثر بكثير من الرجال في أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي، وهي في المتوسط 4.7 ساعة يومية، وبين 17 و 34 ساعة في الأسبوع، مقارنة بساعة واحدة فقط في اليوم، ومن 1 إلى 5 ساعات فقط في الأسبوع للرجال، وذلك حسب كل دولة.وأضافت أنه لابد من بذل جهود كبيرة للحد من عدم المساواة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيما يتعلق بالرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي، لأن هذا التفاوت الكبير بين الرجل والمرأة يُعيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، ولا سيما وصول المرأة إلى الوظائف المدفوعة الأجر، حيث إن المتوسط الإقليمي لمشاركة المرأة في سوق العمل الرسمي يحوم حول 21 % على مدى ثلاثة عقود.وذكرت كوكلر أن إشراك الشباب لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة يعتبر أمراً بالغ الأهمية أيضاً، حيث إن المنطقة العربية واحدة من أكثر المناطق من حيث نسبة عدد الشباب في العالم، وقد شهدت المنطقة زيادة كبيرة في عدد الأطفال والشباب (المعرّفين بمن هم دون 24 عاماً) من حوالي 139 مليوناً في عام 1980 إلى حوالي 216 مليوناً اليوم، أي ما يعادل حوالي 50٪ من إجمالي سكان المنطقة في الوقت الحاضر، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى أكثر من 245 مليون بحلول عام 2030.وبيَّنت أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة تعمل منذ عام 2015 مع الشركاء المعنيين على إجراء أبحاث مهمة وتدخلات سياسية وبرامجية تُعزز الذكورة الإيجابية، وتُغير الأعراف الاجتماعية لصالح المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في المنطقة العربية، وذلك في إطار البرنامج الإقليمي “الرجال والنساء من أجل المساواة بين الجنسين”، وأنه خلال هذه الورشة العمل سيتم التطرق إلى الممارسات الجيدة المتعلقة بالذكورة الإيجابية ومشاركة الرجال والفتيان في الرعاية غير المدفوعة الأجر والعمل المنزلي، وستتم مناقشة أيضاً الدور المهم الذي يُمكن أن يقوم به الفاعلون والقادة الدينيون في المنطقة لدعم المساواة بين الرجل والمرأة.وفي ختام كلمتها عبَّرت نائب المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة عن تطلعها لمواصلة التعاون مع منظمة المرأة العربية لوضع أساس متين والوصول إلى نتائج ملحوظة وملموسة لتحقيق المزيد من المساواة بين الجنسين وتقليل الفوارق بين الرجال والنساء في الرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي في المنطقة.  وفي كلمتها الافتتاحية، رحبت السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية، وعضوة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية بالحضور الكريم، موجهة تحية خاصة للأستاذة الدكتورة فاديا كيوان وللسيدة يانيك كوكلر ، ولجميع الحضور من الشباب العربي من الجنسين من أعضاء اللجنة الاستشارية الدائمة للشباب  بالمنظمة وممثلي الحكومات ووزارات الشباب بالدول العربية المشاركة.

 وبيّنت سيادتها أن المتتبع لمسيرة المرأة العمانية يدرك عظم الإنجازات التي حققتها، والمكاسب التي حصلت عليها في كافة الميادين والمجالات، وهو ما لم يكن يتحقق لولا الإرادة السياسية الداعمة للنساء، منوهة بقدرة المرأة العمانية على وضع بصمتها في كل مجال بكل جدارة.وأضافت سيادها أن العطاء المتواصل والمتميز للمرأة العمانية في مختلف مجالات المسيرة التنموية يعكس صورًا واضحةً عما أُتيح لها من فرص للنمو والارتقاء بالمشاركة في جميع مناحي الحياة من جهة، ومجالات التنمية من جهة أخرى، إذ أنها أسهمت إلى جانب الرجل في أداء دور إيجابي وفعّال على قدم المساواة لتصبح مشاركتها دعامة أساسية من دعامات التنمية.ولفتت إلى أن التقديرات الإحصائية تبين أن الشباب هم ثلث سكان العالم العربي، وهم بذلك يمثلون قوة دافعة وطاقة ثرية وقوية يمكن أن تدفع الدول إلى الأمام وإلى الرخاء الاجتماعي والاقتصادي والرفاه والإنتاجية العالية والابتكار في المجالات الحيوية، وأضافت مؤكدة أن النساء في المجتمعات العربية يمثلن القوة الدافعة الأخرى، أو القوة الكامنة التي تسند هذه المجتمعات وتقوم بالرعاية والأعمال وتسهر على إعداد أجيال واعد من الشباب.

هذا ويُشارك في الورشة (60) شاب وفتاة من الدول العربية يضمون:

أعضاء اللجنة الاستشارية الدائمة للشباب العربي التي تعتبر جزء من هياكل منظمة المرأة العربية، وكذا ممثلين عن الآليات الوطنية المعنية بالمرأة ، ومسؤولين عن ملف النوع الاجتماعي في وزارات الشباب في الدول المشاركة، وشباب نشط سبق أن شارك في أنشطة المنظمة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: