أوجلان…لماذا يخافون منه؟

أوجلان…لماذا يخافون منه؟

يخافون منه، لأنهم أرادوا إتمام إبادة الشعب الكردي وإلحاقه بالأخرين و إخراجه من كينونته وهو بعمله ونضاله وأرائه ومقترحاته للحل الديمقراطي والسلام الحقيقي، أوقف هذه الإبادة وجعل الشعب الكردي ونضال حريته المنبع و المغزل الذي سيدور لتحقيق الديمقراطية والأمن والسلام والاستقرار في كامل المنطقة وليس فقط للشعب الكردي.

الكاتب والباحث السياسي: أحمد شيخو

لماذا لديهم خوف و فوبيا من فلسفة القائد أوجلان ورؤيته للحياة وخطه النضالي. لأن مانفيستوياته وأفكاره وخطه النضالي، يبحث دائماً عن الحقيقية، يقدم ويبني موديل جديد للحياة ونموذج للإنسانية، خارج الموجود والمرسوم، وفي هذا الطرح والتركيب، الذي يناضل القائد من أجله، لا مكان للفاشية، العنصرية، القوموية، الإسلاموية، الجنسوية والرأسمالية، و كذلك لا مكان في هذا النموذج للون الواحد والسلطوية والنهب والهيمنة، بل أنه نموذج الحياة المشتركة والتعايش السلمي التنوري وأخوة الشعوب وحرية وخصوصية المجتمعات والشعوب والمرأة وإحياء للحياة الثقافية التكاملية وتعدد الألوان الطبيعية أمام اللون الواحد القسري وحفاظ لحالة التنوع والتعدد وإدارة مجتمعية موفقة لها.

يخافون منه، لأنهم أرادوا إتمام إبادة الشعب الكردي وتتتريك وتفريس وتعريب المتبقي منه وإلحاقه بالأخرين و إخراجه من كينونته وهو بعمله ونضاله وأرائه ومقترحاته للحل الديمقراطي والسلام الحقيقي، أوقف هذه الإبادة وجعل الشعب الكردي ونضال حريته المنبع و المغزل الذي سيدور لتحقيق الديمقراطية والأمن والسلام والاستقرار في كامل المنطقة وليس فقط للشعب الكردي.
يخافون منه لأنه يجمع ولا يقسم، ولأنه تجاوز البعد الأثني والديني إلى فضاء أوسع وشامل ويستوعب كل الشعوب والأمم المتشاركة مع بعضهم في الحياة والجغرافية على مستوى الشرق الأوسط والعالم، في حين أن النظام العالمي المهيمن وأدواته كل همهم أن يضعفوا ويقسموا ويهيمنوا لينهبوا ويحكموا ويسرقوا.
في كردستان والشرق الأوسط، لا شك أن الفكر والنهج السائد وأساس الأزمة هو القوموية العنصرية و الفاشية و كذلك الإسلاموية الأداتية و التي خدمت وتخدم أعداء المنطقة من نظم الهيمنة العالمية وأدواتهم الإقليمية و المحلية والذين لا يهمهم سوى بقائهم في الحكم والصدارة و الحفاظ على مصالحهم السلطوية الخاصة الضيقة دون باقي المجتمعات والشعوب واحتياجاتهم. أما فلسفة القائد وفكره فهو يطرح ويقدم الأمة الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية للشعوب والأمم و كذلك الوحدة الديمقراطية للشعوب الحرة علي الأسس الجغرافية والاجتماعية والذهنية المشتركة والإرادة الحرة المنظمة. ولذلك أدوات نظام الهيمنة العالمية الإقليمية وتوابعهم المحليون والعملاء أيضاً يهابون ويخافون منه ولذلك نراهم في الصفوف المضادة ويرون انتهائهم بعيش هذه الأفكار والفلسفة الأوجلانية المجتمعية وهم يسعون لمنع وصول هذه الأفكار إلى شعوب المنطقة وشبابها ونسائها ولعدم فهمهم ودراستهم لهذه الأفكار والمقترحات، ولذلك نراهم يحرضون على الأنانية والفكر الأحادي و الربح الأعظمي والاعتداء على الطبيعة والبيئة والعمل المأجور وليس التطوعي والإرادي واحترام البيئة والطبيعة.
وحالياً الحرب الخاصة الممارسة على شعوب الشرق الأوسط مع التزييف والكذب مضافة لها العزلة والتجريد المطبقة على القائد أوجلان هو بغاية وهدف عدم وصول أرائه إلى الشعب الكردي وشعوب المنطقة التي تتأثر بها وتأخذ بها إلى حد كبير.
و ما يلفت الأنظار إلى القائد أوجلان وأفكاره في السنوات الأخيرة هو:
1) استمرار صمود ومقاومة القائد أوجلان رغم مضيء ربع قرن على اعتقاله ومازال صامداً ومواظباً على أهدافه وحقوق شعبه وبل تجاوزه إلى البعد الإنساني وطرح ما يفيد البشرية والإنسانية جمعاء وأولهم شعوب ومجتمعات الشرق الأوسط وذلك عبر مرفعاته ومنفستوياته الخمسة الضخمة تحت إسم”مانيفستو الحضارة الديمقراطية”.
2) استمرار مقاومة الكريلا رغم كل فارق القوة، وانتصارهم بإرادتهم الحرة الأبوجية على الجيش الثاني في الناتو رغم كل أنواع الأسلحة المحظورة والكيميائية التي يستعمله الجيش التركي وبالدعم من الناتو والسر يكمن في فلسفة القائد أوجلان التي تعطي للإنسان المعنويات والروح التي تقاوم لأبعد الحدود والتضحية لأجل الحياة.
3) استمرار صمود المجتمع الأبوجي رغم كل الظروف وحالة حرب الإبادة الجماعية الفريدة والتطهير العرقي والجرائم الأخرى المرتكبة من قبل دولة وجيش الاحتلال التركي.
4) الانتصار التاريخي على داعش في سوريا والعراق الذي حققه القائد أوجلان بتوجيهاته وأرائه وقبل كل شيء بأفكاره وحزبه و وبالمجتمع الأبوجي و بمقاتليه والقياديين الذين تتلمذوا على يديهم.
ولعل نموذج المرأة الحرة الذي أوجده وأبدعه القائد أوجلان يشكل علامة فارقة ونقطة انعطاف في تاريخ الكرد و البشرية لما لها ولما سيكون لها الفضل في تحرير الإنسان والمجتمعات والشعوب حول العالم كمفتاح حقيقي للحياة الحرة والديمقراطية والتخلص من كافة أشكال التبعية.
نعتقد أنه، ربما المطلوب من مجتمعاتنا وشعوبنا في المنطقة ومن كافة القوى المجتمعية لحل القضايا والمشاكل والأزمات الراهنة هو فهم وإدراك فلسفة الحياة التي يقدمها القائد أوجلان كطريق وسبيل للحلول الديمقراطية وتجسيد للحياة الحرة والديمقراطية حتى يكون للمجتمع وبكافة تكويناته له حضور حقيقي ومؤثر في المشهد التفاعلي الحياتي وبالجنب من الكريلا(قوات الدفاع الشعبي) والتي نعتبرهم (حماة الحياة الحرة) لحماية قدسية الحياة الحرة معاً وإلى الأزل.
من الهام علينا، فهم المعادلة التالية وهو أن ما يطرحه القائد أوجلان ليس فقط نموذج أو معتقد أو أيدولوجية معينة، ولكنه نموذج وروح للمجتمع الديمقراطي والحياة المشتركة. واستطاع أن يقدم عصارة التراكم المعرفي والحضاري للإنسان والبشرية وبأجمل صوره مع الإرادة والمعنويات والعلمية والمجتمعية والكونية التي لا غنى للإنسان عنه مع ضرورة أن يكون الإنسان محب للأخر وصديق للطبيعة والبيئة وله خيال وأفق وكرامة إنسانية لا تقبل بإيذاء الأخرين ورفضها و بل بمساعدة الأخرين وحبهم واستوعابهم وترك مساحة الحرية الخاصة بهم والمتوافقة مع حرية المجتمعات والشعوب التي تصون الفرد وتحميه وتقدم له البيئة المساعدة للإبداع والإنجاز المثمر وبذلك تتحقق الاستقرار والسلام بتحقيق وبناء الإنسان الكامل الذي يتحقق فيه وحدة العقل والروح والقلب ومن يخافون من أوجلان يخافون من الحياة الحرة والكرامة الإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: