جدال حول تدخل الناتو في ليبيا

جدال حول تدخل الناتو في ليبيا

حول تدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا إبان احداث 2011 لا يزال الجدل فيه قائما شاغلا ، فقد برأ الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ التكتل من التورط بشكل أحادي في التدخل العسكري في ليبيا بغرض إزاحة النظام السابق للعقيد معمر القذافي.

وردا على اتهامات روسيا المتكررة بأن هناك دولا جرت إزاحة قادتها من السلطة أو حتى قتل قادتها بسبب تدخل الحلف، أوضح ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس الأربعاء، في ختام اجتماع لمجلس «روسيا- ناتو» في بروكسل أن ما حدث في ليبيا كان «تفويضا واضحا من الأمم المتحدة»، وفق ما نشر الموقع الإلكتروني للحلف.

طلب أوروبي وتفويض من الأمم المتحدة
وأضاف: «أذكركم أنه في البداية، كانت مبادرة أوروبية، وبعد مرور بعض الوقت، طلب الحلفاء الأوروبيون المساعدة من ناتو، ثم دخل الحلف ودعم الحلفاء الأوروبيين في جهودهم في ليبيا»، معتبرا أنه في النهاية استند إلى تفويض الأمم المتحدة.

«ناتو» جاهز لمساعدة ليبيا في بناء مؤسسات دفاعية وأمنية بشرط
كيف يرى الأوروبيون حصاد الحرب الأهلية في ليبيا؟
أوباما: أسوأ أخطائي عدم التخطيط لما بعد التدخل في ليبيا
معهد أميركي: بايدن بحاجة إلى التنصل من إرث سياسة أوباما في حالة ليبيا

وبعد مرور 11 سنة على التدخل العسكري الذي بدأ في مارس 2011، بتعاون من كندا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة إلى غاية 31 أكتوبر من العام ذاته، لا يزال يشهد هذا التدخل إدانات واسعة من طرف روسيا ودول أفريقية تشكو من تسببه في تداعيات أمنية على استقرارها.

كما راجعت قوى غربية مواقفها لاحقا بشأن أخطاء ارتُكبت عقب شن التحالف العسكري هجمات جوية بدعوى حماية المدنيين من «مجازر» ارتكبها نظام معمر القذافي لقمع المحتجين.

اعترافات غربية بخطأ التدخل في ليبيا
وفي أكتوبر الماضي، اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ«خطأ باريس» في التدخل العسكري في ليبيا، قائلًا إن بلاده تدخلت «دون أخذ رأي الشعب الليبي بعين الاعتبار».

وقال الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما إنه «ارتكب أسوأ خطأ» عندما لم يضع خطة لمرحلة ما بعد سقوط القذافي وذلك في حوار مع قناة «فوكس نيوز» أذيع في العام 2016.

وأقر أوباما مرارا بأنه كان في إمكان الولايات المتحدة وحلفائها القيام بالمزيد بعد التدخل في ليبيا، حيث شن تحالف بقيادة فرنسا وبريطانيا انضم إليه لاحقا حلف شمال الأطلسي، غارات جوية.

وفي 2016 أيضا، انتقد تقرير للجنة الشؤون الخارجية البريطانية، رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون بشدة «لأنه استند إلى افتراضات خاطئة» للتدخل عسكريا في ليبيا، معتبرا أنه كان عليه السعي للبحث عن حل سياسي يحمي المدنيين، عوضا عن التدخل العسكري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: